كي لا يضيع الولد - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

  
كي لا يضيع الولد
رائد أبو عواد - 21\05\2013
"ليش هيك صار"؟ "بشو غلطنا"؟؟؟ سؤال يتكرر كثيرا على لسان الاهل وخاصة من يواجهون التغيرات التي ظهرت فجأة لدى ابنائهم وبناتهم...
أولا، هذه التغيرات ليست مفاجئة.. بل كانت موجودة كل الوقت وتطورت بالتدريج، ونحن ببساطة لم ننتبه.. ولم نقم بالمطلوب، أو ربما قمنا به بشكل خاطئ.. وهذه المقالة لم تأت بهدف اللوم أو التنظير.. ولن تعطِ حلا سحريا لمشاكلنا مع أطفالنا(الصغار والكبار)، بل هي عرض لمشكلة تقلق كل والد ووالدة يتعاملون مع أغلى ما يملكون.. اولادهم!!!
تبدأ قصتنا مع ولادة المولود وفرحتنا به، فنضعه في قلوبنا ونحميه برموش العيون، وكل بكاء خفيف يدخل البيت في حالة طوارئ.. وكأن الاطفال لا يبكون بطبيعتهم!!! يكبر الطفل ويزداد تعلقنا به.. وطبعا نريد أن نوفر له كل شيء... فهو أغلى ما نملك... وبطبيعة الحال يمر بمراحل الطفولة بما فيها من حلو ومر. فمثلاً يخرج ليلعب مع باقي الاطفال، فلا نتركه للحظة ولا نريده أن يقع، ولا نريد ان تتسخ ملابسه.. الأطفال يجب أن يلعبوا ويتسخوا والا لما كانوا أطفالا...
يدخل الكتكوت المدرسة وفرحتنا عارمة.. ويزيد الاهتمام، وتظهر الحاجة الى نظام جديد في حياة الطفل. وهذا غالبا لا يعجب الكتكوت، الذي يعرف كم نحبه، فيمارس علينا حيله الطفولية. فنضحك ونتنازل له.. وعندما تتكرر الحيل نقرر السيطرة على الأمور، ولا نتنازل، فتتدخل الجدة وينتصر الكتكوت...
ثم تظهر الواجبات المدرسية، والطفل يحتاج مساعدتنا لكننا مشغولون ولا نملك وقتاً كافياً له، فنساعده وربما نقوم بالعمل عنه كي لا يزعجنا اكثر. ومع الوقت تصبح الواجبات المدرسية للأهل قبل الطفل، وبدلاً ان نكون مرشدين له نصبح مجبرين على العمل نيابة عنه، لكننا مغتبطون بذلك فنحن نحبه ولا نريد ان يغضب. ورويداً رويداً تقل الأوقات ألتي نقضيها معاً، فالحياة خانقه وطلبات الطفل تحتاج من يوفرها...
تمر الايام.. يكبر الطفل.. وبطبيعة الحال يمر بتجارب حياتيه يومية فيتشاجر ويغضب ويفرح... يحصل على اصدقاء وربما لا يحصل, يلعب ويصاب.. وبطبيعتنا نريد دوما ان نكون الى جانبه.. وهكذا حتى يصبح الطفل في بداية الشباب وتتحول الطفلة الى شابه وتكتمل أنوثتها...وبداخلهم ما زال موجودا ذلك الطفل المدلل ويتصرفون بحسب ذلك ويتوقعون ان يكون تصرفهم طبيعيا... لكن الاهل لا يفكرون بنفس الطريقة.. فيتذكرون دورهم التربوي ويحدث الاصطدام المحتوم.. وتبدأ المشاكل.
التربية ليست بالأمر السهل، ولا يوجد نجاح تام أو فشل مطلق، بل هناك سعي للوصول الى الافضل ولكن احيانا يمكن أن تكون الامور أسهل مما نظن. ولعل التربية في بداية حياة الطفل أسهل بكثير من المراحل المتقدمة فالغصن النضر يسهل طيه والغصن القاسي قد ينكسر.. ومن منا يريد كسر ابنه او ابنته؟؟؟؟والضرب ليس ناجعا عندما يكون نهجا دائما والحرمان قد يكون حلا.....وعندما بكى الطفل فاشترينا لعبه سيأتي يوم يريد شيئاً قد لا نستطيع توفيره له. والأمور ليست عمليه حسابيه جوابها معروف بل هي عمليه معقده أطرافها بشر تتملكهم عواطف مخاوف.....
بعد هذا السرد ننتظر اقتراحات وحلول... وما أصعبها مهمة عندما يتعلق الامر بخبايا بيوتنا وعلاقتنا بأولادنا، لأن الأغلبية لا تعترف بوجود مشكلة أصلا، ولا تتقبل أي رأي يجعلها تبدو مخطئه، لذا يجب اولا الاعتراف بان المشكلة موجودة... ثم يجب أن ندرك أن التربية تبدأ مع ولادة الطفل... ثم يجب ان نترك الطفل ليواجه مشاكله ولا نتدخل الا عند الضرورة... ونتذكر دوماً اننا سنحصد ما زرعناه فنهتمُ جيداً بما نزرعهُ في نفوس أطفالنا ونعرف أنهم يقلدون تصرفاتنا السلبية والإيجابية على حدٍ سواء.